أكبر وأدق صورة لمجرة في التاريخ.. عرضها يعادل 65 ألف سنة ضوئية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



نجح علماء الفلك في رسم خريطة فلكية فائقة الدقة لمجرة النحات ، إحدى ألمع المجرات في السماء الجنوبية.

وكشفت الصورة عن تفاصيل تمتد على مساحة تُقدر بنحو 65 ألف سنة ضوئية، حيث استخدم الباحثون التلسكوب الكبير جدا، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، في التقاط أكثر من 100 صورة عالية الجودة، تضم آلاف التدرجات اللونية، ليشكلوا منها هذه اللوحة الكونية المذهلة التي تبرز باللونين الوردي والأزرق، وتقدم لمحة عن مراحل حياة النجوم داخل المجرة.

مجرة النحات كما ظهرت في الصورة

وتقع مجرة النحات على بُعد 11 مليون سنة ضوئية من الأرض، وهي من النوع الحلزوني وتُعرف أيضاً باسم “مجرة الانفجار النجمي” بسبب معدل ولادة النجوم المرتفع فيها، ما يجعلها مشعة بشكل لافت في سماء النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.

وقالت الدكتورة كاثرين كريكل من جامعة هايدلبرغ الألمانية، وهي من المشاركين في الدراسة إن “الصورة النهائية تشكل أداة علمية قوية، ويمكننا التكبير لدراسة مناطق صغيرة جداً تكاد تصل لحجم نجم واحد، ويمكننا في الوقت ذاته التصغير لرؤية المجرة كاملة كمنظومة واحدة.”

وخلال أول تحليل للبيانات، اكتشف العلماء نحو 500 سديم كوكبي، وهي غيوم من الغاز والغبار تنجم عن موت نجوم تشبه الشمس.

ويُعد هذا الرقم كبيراً مقارنة بالمجرات الأخرى خارج نطاق “الحي الكوني”، حيث عادةً ما يُكتشف أقل من 100 سديم في المجرة الواحدة، وفقاً للباحث فابيان شيرمان، طالب الدكتوراه بجامعة هايدلبرغ.

وتكمن أهمية هذه السُدم في قدرتها على تحديد المسافة بدقة إلى المجرة المضيفة، وهي خطوة أساسية لفهم الخصائص الفيزيائية للمجرة. وقال البروفيسور آدم ليروي من جامعة ولاية أوهايو الأميركية: “تحديد موقع هذه السدم يسمح لنا بالتحقق من بُعد المجرة، وهو أساس مهم تعتمد عليه جميع الدراسات التالية.”

وبما أن النجوم والغازات والغبار داخل المجرة تصدر ألواناً مختلفة بحسب طبيعتها، فإن وجود آلاف الألوان في هذه الخريطة يمكّن العلماء من تحديد عمر ومكونات وحركة الأجسام داخل المجرة.

وقال الدكتور إنريكو كونغيو، قائد الفريق البحثي: “المجرات أنظمة شديدة التعقيد، وما زلنا نحاول فهمها. لكن مجرة النحات تمثل حالة مثالية لأنها قريبة كفاية لرصد تفاصيلها الدقيقة، وفي الوقت نفسه كبيرة بما يكفي لرؤيتها كنظام متكامل.”

وتُمهد هذه الخريطة الطريق لأبحاث مستقبلية تهدف إلى فهم كيفية تدفق الغاز وتغير تركيبه الكيميائي، وصولاً إلى تشكُّل النجوم عبر أرجاء المجرة. وأضاف الدكتور كونغيو:”ما زال الغموض يحيط بكيفية تأثير عمليات صغيرة على نطاق نجم واحد في منظومة ضخمة بحجم مجرة كاملة.”

وقد تم قبول هذه الدراسة للنشر في دورية ” أسترونومي &أستروفزيكس”  المتخصصة.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً