توزيع “طحين مسموم”.. هل تخطط إسرائيل لتصفية جماعية بغزة؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


“هل تصفية مدنيّ غزة هي الهدف الأساسي من حرب إسرائيل على القطاع؟”.. يتجلى هذا السؤال على وسائل التواصل الاجتماعي في منشورات تشير إلى وجود حبوب سامة في الطحين القادم من مراكز إغاثية وصفها البعض بـ”مصائد الموت”.

الطحين المسموم.. شهادات تثير الرعب

وكشف شهود عيان لموقع “رام الله الإخباري” عثورهم على حبوب دواء داخل أكياس طحين وزعتها مراكز إغاثية حديثة العهد مما أثار مخاوف من كون الحبوب سامة، وتداول ناشطون صورًا لهذه الحبوب، التي تبين لاحقًا أنها مادة الأوكسيكودون، وهي مسكن أفيوني شديد الفاعلية والخطورة.

وقالت الناشطة الفلسطينية في مجال حقوق الإنسان، سارة مير، عبر منصة “X”: “إسرائيل تُسمّم سرًا المدنيين الجائعين في غزة بإخفاء مخدر الأوكسيكودون القاتل في أكياس الدقيق، هذا ليس مجرد قسوة، بل حرب كيميائية مُقنّعة تحت ستار مساعدات إنسانية”.

وفي تعليق طبي خطير، صرّح الطبيب الفلسطيني حسام حمودة قائلاً: “الاحتلال قام بخلط دواء الأوكسيكودون مع دقيق المساعدات في غزة، وبصفتي طبيبًا، أؤكد أن ما يحدث هو جريمة أخلاقية بكل المقاييس”.

وأوضح حمودة أن الأوكسيكودون مادة بالغة الخطورة، وقد يؤدي تعاطيها دون إشراف طبي إلى مضاعفات حادة مثل الهلوسة، ضعف التنفس، فقدان الوعي، السلوك العدواني، وقد تصل إلى الوفاة.

بيان رسمي من غزة

وبالأمس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، تلقيه إفادات من مواطنين تفيد بالعثور على أقراص مخدرة داخل أكياس طحين واردة من مراكز إغاثية يُشار إليها بـ”مصائد الموت”، والتي تُدار ضمن ما يُعرف بـ”المساعدات الأمريكية الإسرائيلية”. 

وذكر المكتب في بيان رسمي أنه تم توثيق أربع حالات لأشخاص عثروا على أقراص من نوع “أوكسيكودون” داخل تلك الأكياس، محذرًا من خطورة أن تكون هذه الحبوب قد طُحنت أو أُذيبت عمدًا في الطحين، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة.

“مؤسسة غزة”.. المساعدات تتحوّل إلى مصائد موت

تعود جذور القضية إلى السياسات الإسرائيلية المتبعة منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، حيث فُرض حصار خانق على القطاع، وشهد السكان نقصًا حادًا في الغذاء اضطرهم إلى أكل أوراق الأشجار.

ومع استئناف العمليات العسكرية في مارس 2025، شددت إسرائيل القيود على إدخال المساعدات، بدعم علني من وزراء بارزين في الحكومة الإسرائيلية، بينهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين دعوا صراحة إلى منع إدخال أي إغاثة لغزة.

في فبراير 2025، أُعلن تأسيس شركة تدعى “مؤسسة غزة” برعاية أمريكية وبدعم إسرائيلي مباشر، بزعم تقديم مساعدات إنسانية للغزيين دون وصولها لحركة حماس.

وبدأت المؤسسة نشاطها فعليًا أواخر مايو بافتتاح مركزين للإغاثة في رفح ووادي غزة، وفي اليوم الأول لتوزيع المساعدات، تعرّض آلاف المدنيين الذين احتشدوا للحصول على الغذاء لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

وتكررت المجازر بالقرب من هذه المراكز، حتى باتت تُعرف بين السكان باسم “مصائد الموت”.

ما هو الأوكسيكودون؟

الأوكسيكودون هو مسكن أفيوني قوي يُستخدم لعلاج الآلام المتوسطة إلى الشديدة، ويؤثر على الجهاز العصبي المركزي من خلال الارتباط بمستقبلات الأفيون، وفق منظمة الصحة العالمية.

ويُعدّ من الأدوية عالية الخطورة بسبب قابليته الكبيرة للتسبب بالإدمان، فضلاً عن ارتباطه بآلاف حالات الوفاة حول العالم، خاصة في الولايات المتحدة.

ويُحظر استخدامه إلا بوصف طبية وتحت إشراف صارم، ويُعدّ خلطه بالطعام أو إخفاءه في مساعدات إنسانية جريمة مكتملة الأركان، وقد تندرج تحت تصنيف “الأسلحة الكيميائية” في حال ثبتت النية المبيتة.





‫0 تعليق

اترك تعليقاً