كتابٌ قيد النشر يكشف كيف كادت إيران أن تنجح في اغتيال وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو داخل فندق بأوروبا عام 2022.
ويوضح الكتاب، الذي يحمل عنوان “2024: كيف استعاد ترامب البيت الأبيض وخسر الديمقراطيون أمريكا”، أن التهديدات الإيرانية لترامب ومساعديه – خاصة بومبيو- لم تتوقف حتى مع مغادرة ترامب البيت الأبيض عام 2021.
وقد أبلغت أجهزة الاستخبارات حملة ترامب في سبتمبر/أيلول الماضي بتواجد قتلة مأجورين إيرانيين نشطين داخل الأراضي الأمريكية آنذاك.
والكتاب أعدّه صحفيون من “واشنطن بوست” بناءً على مقابلات مع مئات المصادر ومراجعة وثائق.
إسقاط الحماية الأمنية عن بومبيو
تكتسب هذه التهديدات أهمية خاصة في ضوء قرار ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي إلغاء الحماية الأمنية عن بومبيو ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، رغم تعرضهما لتهديدات إيرانية.
وقد علق ترامب حينها معتبرا أن الحماية «لا تستمر مدى الحياة».
وعندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض مؤخرًا عن إمكانية إعادة الحماية لبومبيو بسبب التصعيد مع إيران، أجابت أن الأمر «ليس قيد الدراسة».
وفي كتابه «أبدا لا تستسلم: القتال من أجل أمريكا التي أحبها» (2023)، كشف بومبيو أن أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني -المتهم بالتخطيط لاغتيال بولتون- حاول أيضًا توظيف قاتل مأجور لاغتياله مقابل مليون دولار، مؤكدًا جدية التهديد بعد تعقب المهاجمين المحتملين لمنزله ومكتبه.
التغييرات الجذرية في حملة ترامب وتصاعد الخوف من إيران
دفعت التهديدات الأمنية المتصاعدة، خاصةً تلك القادمة من إيران، حملة ترامب إلى تطوير إجراءات وقائية غير مسبوقة.
فقد تم تحويل منتجع مار-ألاغو في فلوريدا إلى ما يشبه “القاعدة العسكرية”، حيث خضع لعمليات تمشيط أمني مستمر للتأكد من خلوه من أي تهديدات.
كما لجأ الفريق إلى استخدام طائرات “خداعية” مملوكة لرجل الأعمال ستيف ويتكوف لنقل ترامب، وذلك لإرباك أي جهة تحاول استهداف تحركاته.
وتجلت درجة الحذر في حادثةٍ غيّر فيها الفريق خطة السفر على نحو مفاجئ، حيث غادر أعضاء الحملة بالطائرة بينما اتخذ الرئيس المسار البري.
وهذا التصرف دفع أحد الموظفين إلى التساؤل بقلق: «إذن نحن الطُعم؟»، مما يعكس شعور الفريق بأنهم قد يكونون دروعًا بشرية.
تصاعد الخوف وتركيز على إيران
لم تتوقف الإجراءات عند هذا الحد، فتم نشر روبوتات متخصصة في كشف القنابل عبر حدائق مار-ألاغو، ووُضعت أجهزة كشف الأسلحة الكيميائية داخل مكتب ترامب.
بل إن بعض الموظفين، مثل مدير السياسة في الحملة، احتفظ بسترة واقية من الرصاص تحت مكتبه، بينما جلب آخرون أسلحتهم الشخصية إلى مقر العمل.
وانتقل الخوف ليطال الحياة اليومية لفريق ترامب، حيث حذرتهم أجهزة الأمن من هجمات محتملة بالطائرات المسيّرة أو السموم، وتم نصح ترامب شخصيًا بعدم لمس هواتف المؤيدين خلال اللقاءات خوفًا من التعرّض لمواد كيميائية.
وفي إحدى الحوادث التي أثارت القلق أثناء تجمع في نيويورك، أخفت مديرة الحملة سوزي وايلز نفسها خلف مقعد السيارة فور تحذير الخدمة السرية من احتمال استهداف الموكب بقناصة.
وفي مناسبة أخرى، تتبعت طائرة مسيّرة مجهولة سيارة الفريق عبر طرق ريفية في بنسلفانيا، مما دفع وايلز للهمس في ذعر: “هلكنا لا محالة”.
وتفاقم التوتر بعد إبلاغ ترامب في سبتمبر/ أيلول 2023 بوجود “فرق اغتيال إيرانية متعددة” نشطة داخل الأراضي الأمريكية، وزاد إحباطه من عدم قدرة الخدمة السرية على تقديم إجابات واضحة حول صلة طهران بمحاولتي اغتياله الفاشلتين في بنسلفانيا وفلوريدا.
ورغم طلب الحملة الحصول على طائرة مجهزة بأنظمة دفاع متطورة، تم رفض الطلب، مما دفعهم لتعزيز إجراءاتهم الذاتية.
ووصل القلق ذروته عندما وُضع حراس مسلحون أمام منزل مدير الحملة كريس لاكيفيتا في فيرجينيا بعد تلقيه ثلاث تهديدات بالقتل، مما جعل البقاء على قيد الحياة هاجسًا يوازي في أهميته الفوز بالانتخابات.
البقاء على قيد الحياة هدف رئيسي
في نهاية الحملة، عبر ترامب عن شعوره بأن المعركة تجاوزت الفوز السياسي إلى البقاء حيًا، قائلاً لأحد الزوار: «يجب أن أفوز.. عليّ أن أبقى على قيد الحياة وأفوز. لأننا إن لم نفز.. فنحن في مأزق كبير».
ويختتم الكتاب عند تنصيب ترامب (يناير/كانون الثاني 2025) بالتساؤل عن دور هذه التهديدات في قرار الضربات الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، وتوقعات أمنية غربية بانتقام إيراني أشد من ردها على مقتل سليماني.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز