“عروس التمريض”.. هدير خرجت “لتحوش قرش الدراسة” فعادت ملفوفة في كفن

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


لم تكن تعلم أن عمرها سينتهي سريعًا، تمامًا كسرعة قطفة العنب التي كانت تؤديها يوميًا مقابل 130 جنيهًا. 

كانت تحلم بمستقبل في مهنة التمريض، أن تتطور وتبني حياةً مستقرة وتتزوج من تُحب، لكن القدر كان أسرع من أحلام هدير عبد الباسط قنديل.

بين الدراسة والعمل.. حلم لم يكتمل

هدير، طالبة في معهد التمريض، كانت تسعى بكل طاقتها لتخفيف العبء عن أسرتها. عملت بجد واجتهدت في دراستها، وقررت أن تعمل خلال الإجازة لجمع ما يمكنها من مصاريف للعام الدراسي الجديد.

الضحية هدير عبد الباسط قنديل

قالت والدتها: “قلت لها ترتاح الجمعة، ردت عليا: لا عشان ألحق أحوش قرش ينفعني لما الدراسة تبدأ”.

صباح الفاجعة.. حادث طريق أنهى الحياة

فجر الجمعة 27 يونيو، ارتدت هدير ملابسها، ودّعت والدتها بابتسامة لم تكن تعلم أنها الأخيرة، واستقلت سيارة ميكروباص رفقة نحو 20 فتاة، كلهن يحملن قصص كفاح وحلم بالحياة.

لكن الحلم انتهى فجأة، عندما اصطدم الميكروباص بشاحنة “تريلا” على الطريق الإقليمي، في حادث مروّع أسفر عن وفاة 19 فتاة في عمر الزهور.

فتيات المنوفية 

مشهد لن يُنسى.. “عرايس العنب”

في مركز منوف، قرية كفر السنابسة، افترشت جثامين الضحايا صناديق خشبية، في جنازات مهيبة لم تعرفها القرية من قبل. المشهد كان موجعًا ومهيبًا في آن، وأهالي المحافظة أطلقوا على الضحايا اسم “عرايس العنب”.

حديث أم موجوعة: “ماكنتش بتقول غير حاضر يا ماما”

بعيون دامعة وقلب منكسر، قالت والدة هدير: “كانت نوارة البيت.. ماكنتش بتقول غير نعم وحاضر يا ماما.. كانت بتحب تساعد الكل، وتتحمل فوق طاقتها، بس القدر كان أقوى مننا كلنا”.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً