الزئبق السام.. كابوس الغذاء يداهم المحيطات ويهدد الكرة الأرضية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



ينال الزئبق سمعة غير طيبة؛ لارتباطه بالسموم التي تؤثر على حياة الكائنات الحية، وغالبًا ينتج تلوث الزئبق عن الأنشطة البشرية، لكن يبدو أنّ الكائنات الحية في القطب الشمالي لا تسلم منه، ما يؤثر في السلسلة الغذائية هناك، والأدهى أنه ينتقل إليها عن طريق تيارات.

فعلى سبيل المثال، يمكن لتلوث الزئبق أن تحركه تيارات المحيطات من الصين إلى القطب الشمالي؛ فيتراكم في الأنظمة البيئية وداخل الحيوانات.

وهذا ما خلصت إليه دراسة منشورة في دورية “نيتشر كوميونيكاشنز” (Nature Communications) في 12 يونيو/حزيران 2025.

قلق بيئي

يزداد القلق حول التلوث الزئبقي يومًا بعد يوم؛ فعلى الرغم من انخفاض انبعاثاته في الغلاف الجوي منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أنّ المفاجأة أنه يدخل إلى مياه المحيط، ويبقى هناك متحركًا مع التيارات المحيطية؛ فإذا كان الزئبق يبقى في الغلاف الجوي لمدة عام؛ فهو يبقى في المحيط لفترات أطول بكثير قد تزيد عن 300 عام. وهذا من شأنه أن يخلق قلقًا بيئيًا من الزئبق.

رصد

حلل الباحثون ما يزيد على 700 عينة بيئية من جميع أنحاء غرينلاند على مدار 40 عامًا، تتضمن أنسجة من الدببة القطبية والفقمات والأسماك. بعد ذلك، فحص الباحثون تركيب 6 نظائر شائعة للزئبق، واستطاعوا من خلال ذلك الكشف عن مصادر الزئبق ومساراته.

سم قوي

وجد الباحثون مستويات مرتفعة من الزئبق في الحيوانات المفترسة في القطب الشمالي، مثل الدببة القطبية والحيتان المسننة، وصارت تركيزاته أعلى بمقدار يتراوح بين 20 إلى 30 مرة مما كانت عليه قبل عصر الصناعة الذي قاد لارتفاع مستويات التلوث الزئبقي، والذي كافحه البشر على مدار عقود؛ نظرًا للمخاطر الصحية الجسيمة على الحياة البرية ومجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على الثدييات البحرية في غذائها.

فالزئبق يُعد سُما عصبيا قويا ويؤثر على الجهاز المناعي والتكاثر وكذلك الوظائف الحسية لدى الحيوانات، وهو بذلك يهدد بقائها على قيد الحياة.

وعلى الرغم من سعي البشر الدائم للتخلص من الزئبق، ويتجلى ذلك من اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق التي دخلت حيز التنفيذ عام 2017 للحد من التلوث العالمي بالزئبق. لكن ما زال الزئبق يؤثر على الكائنات الحية حتى وإن كانت في القطب الشمالي.

وقد وضع مؤلفو الدراسة تفسيرًا محتملًا لسبب بقاء مستويات الزئبق مرتفعة في الكائنات الحية بالقطب الشمالي على الرغم من انخفاض انبعاثاته الجوية، وهو أنّ نقل الزئبق من مصادر رئيسية مثل الصين (في الشرق) إلى غرينلاند (في الغرب) عبر تيارات المحيطيات، قد يستغرق نحو 150 عامًا، وهذا يعني أنّ تيارات المحيطات قد تؤثر على تنقل الزئبق الموروث إلى القطب الشمالي.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً