ثمة 4 سيناريوهات لمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بتهم الفساد، ليس من بينها «الإلغاء»، كما طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يتصدر تلك السيناريوهات: العفو من الرئيس الإسرائيلي أو إبرام صفقة إقرار بالذنب، لكن نتنياهو يرفض كلا السيناريوهين ويصر على سيناريو إلغاء الاتهامات من أصلها، وهو ما قد يعني السيناريو الرابع وهو أن تمضي المحاكمة حتى النهاية.
وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: “لتوضيح الأمور: هذه خطوة قد تُقوّض ثقة الجمهور بالمساواة أمام القانون، فالعفو المُبكر، أثناء المحاكمة، من شأنه أن يُضفي مصداقية خطيرة على فكرة أن جميع القواعد الدستورية قابلة للتغيير، وأن التنمر أداة سياسية مشروعة، وأن إنفاذ القانون مجرد توصية”.
وأضافت: “بدون نظام إنفاذ قادر على ممارسة حكم مهني غير سياسي، لن تكون البلاد أقل ديمقراطية فحسب، بل أقل أمانًا وأقل أخلاقية”.
وتابعت: “مع احتدام الجدل حول محاكمة بنيامين نتنياهو، يجدر طرح السؤال الجوهري التالي: هل نحن مستعدون لدفع ثمن تقويض المبادئ التي بُنيت عليها الديمقراطية الإسرائيلية – من أجل مصالح آنية، سياسية أو شخصية؟ بمجرد تجاوزنا هذا الخط، لن يكون هناك طريق سهل للتراجع”.
وقال عميت بيشر، نقيب المحامين الإسرائيليين، لصحيفة هآرتس يوم الخميس، إنه إذا كان منشور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يدعو فيه إسرائيل إلى إلغاء محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مُنسّقًا، فإن ذلك سيُشكّل “تدخلاً محظوراً” في محاكمة رئيس الوزراء.
ووصف بيشر المنشور بأنه “محاولة لإزعاج القضاة والمدعي العام وإقناعهم”. وأضاف: “علاوة على ذلك، إذا كان هذا طلبًا أو مبادرة من نتنياهو، فهذا سلوك إجرامي خطير من رئيس الوزراء، الذي يطلب من جهة خارجية، ذات نفوذ، إلغاء المحاكمة”.
وأضاف بيشر أن أي شخص آخر وُجهت إليه اتهامات جنائية كان سيدعو شخصية نافذة لوقف محاكمته، كان سيُعتقل ويُوجّه إليه اتهام جنائي.
السيناريو الأول.. يفضله نتنياهو
قالت صحيفة “معاريف” إنه “بالنسبة لنتنياهو، هناك خياران مشروعان فقط: البراءة الكاملة في المحكمة، أو قرار من مكتب المدعي العام بالانسحاب من الدعوى والإعلان عن إلغائها”.
وأضافت: “تشير الأصوات في دائرة رئيس الوزراء إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يطلب عفوا، والحل الوحيد الذي تتم مناقشته اليوم (الخميس) من أجل وقف محاكمته هو منح عفو عام عن جميع القضايا”.
وتابعت: “لا يبدو أن النظام القضائي سيوافق على هذه الخيارات، وهو أمر يمكن أن يثير عاصفة عامة، وأزمة ثقة حادة في النظام القانوني، وفي النهاية تلغيه المحكمة العليا”.
وأردفت: “مثل هذه الخطوة من شأنها أن تلغي جميع القضايا ولا تتطلب تدخل الرئيس أو المحكمة”.
السيناريو الثاني.. العفو العام
ترى صحيفة “معاريف” أن “الحل الوحيد الذي تتحدث عنه المصادر السياسية حاليا هو منح عفو عام”.
وقالت: “يزعم مؤيدو الفكرة أنه في العديد من البلدان حول العالم، في المواقف المأساوية ذات التداعيات التاريخية على حياة الأمة، يتم أحيانا اعتماد نهج منح عفو عام – بهدف تحقيق الهدوء الوطني، وسد الانقسامات الداخلية، ومنع الإضرار المطول بثقة الجمهور في الأنظمة الحكومية”.
وأضافت: “وفقا لهذا النهج، فإن منح عفو عام لن يكون خطوة شخصية لرئيس الوزراء، بل خطوة سياسية واسعة تنطبق أيضا على متهمين آخرين في قضايا مماثلة”.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس السابق للمحكمة العليا الإسرائيلية أهارون باراك لصحيفة “ماكور ريشون”، الخميس، إنه يؤيد اتفاقا من شأنه أن ينهي محاكمة نتنياهو.
وأشار إلى أنه يؤيد الاتفاق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “لا يهم إذا كان العفو أو صفقة الإقرار بالذنب، الشيء الرئيسي هو أن نصل إلى اتفاق”.
وأضاف: “لا أعرف لماذا لا يحدث ذلك. إذا كان الأمر متروكا لي، فسأبذل جهدا للتوصل إلى اتفاق “.
وحول تصريح الرئيس الأمريكي ترامب بضرورة إلغاء المحاكمة، قال باراك: “إنه أمر مزعج للغاية. لا أعرف أي سابقة كهذه”.
وأشار باراك إلى أنه “لطالما اعتقدت أنه يجب العفو عن نتنياهو، وأنه من الممكن منح العفو، وأنا تحت تصرف أولئك الذين يريدون منح العفو”.
وبموجب القانون الإسرائيلي فإن العفو يصدر عن الرئيس الإسرائيلي بعد تلقيه رسالة من المذنب الذي يريد العفو.
وقالت صحيفة “معاريف”: “مع ذلك، فإن رئيس الوزراء نتنياهو غير مستعد لطلب العفو بمبادرة منه، وفقا لما يقتضيه القانون”.
السيناريو الثالث.. صفقة إقرار بالذنب
السيناريو الثالث أمام نتنياهو هو التوصل إلى صفقة إقرار بالذنب مع النيابة العامة الإسرائيلية يعترف بموجبها بالاتهامات المنسوبة إليه بمقابل استقالته ومغادرته الساحة السياسية.
لكن المعلق الإسرائيلي بن كسبيت قال، الخميس: “نتنياهو مستعد لصفقة الإقرار بالذنب هذه، التي يعترف فيها بالذنب في جرائم أقل وقضاء عقوبة مخففة دون السجن الفعلي، لكنه غير مستعد لفرض وصمة عار من شأنها أن تجبره على التقاعد من السياسة”.
السيناريو الرابع.. استمرار المحاكمة
وفي حال عدم التوصل الى أي حاول فإن القضية ستمضي قدما في المحكمة المركزية في محاولة لإدانة نتنياهو بتهم الفساد والرشوة وإساءة الأمانة أو أي من هذه الاتهامات والتي من شأنها أن تقود نتنياهو إلى السجن.
لكنّ قرار المحكمة المركزية ليس نهائيا ويمكن لنتنياهو تقديم اعتراض عليه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية وهي أعلى هيئة قضائية في إسرائيل وهي من ستقرر إذا ما كان مذنبا أو بريئا.
مفاوضات سرية
وكشفت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية أن عميت حداد، محامي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، “أجرى مؤخرا اتصالات سرية لإنهاء محاكمة نتنياهو مع رئيس المحكمة العليا المتقاعد أهارون باراك”.
وقالت: “في الشهر الماضي، قبل وقت قصير من بدء استجواب رئيس الوزراء، عقد اجتماع سري في منزل القاضي المتقاعد باراك في تل أبيب، وقد حضر الاجتماع المحامي حداد، والمحامي جاك تشين، ومحامي شاؤول إلوفيتش ورئيس المحكمة العليا السابق باراك”.
وأضافت: “في الاجتماع، كان للرئيس السابق للمحكمة العليا طلب: حث المحامين حداد وتشين على الحصول على موافقة المدعية العامه غالي بهاراف ميارا ليكون الوسيط بين الطرفين، ولكن حتى الآن، رفضت بهارف ميارا جميع طلبات القضاة لفتح مثل هذه الوساطة”.
وتابعت: “بالإضافة إلى ذلك، قال باراك إنه على أي حال، سيتعين على رئيس الوزراء نتنياهو التقاعد من السياسة، إلا أن حداد أوضح أن نتنياهو لديه شروطا مسبقة: لا استقالة ولا وصمة عار في سجله”.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أنه “فسر الحاضرون في المحادثة ما جرى بأنه على أنه اقتراح بديل مقنع: لن يستقيل نتنياهو، لكن بدون تضارب المصالح، كان سيضع مشاريع الإصلاح القضائي على الرف” وهي القوانين التي تحد من سلطات القضاء وأحدثت انقساما واسعا في إسرائيل. واستدركت: “ينفي حداد بشدة أن هذه كانت نيته”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز