حرب الـ12 يومًا بين إيران وإسرائيل.. هل ترسم ملامح نظام ردع جديد؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


فرضت الحرب الخاطفة بين إيران وإسرائيل، والتي استمرت 12 يومًا فقط، واقعًا استراتيجيًا جديدًا في منطقة الشرق الأوسط، حيث لم تعد الحروب تُقاس بمدى كثافتها النارية أو بعدد الدبابات على الأرض، بل بفعالية الطائرات المسيرة، دقة الضربات، القدرات الاستخباراتية، والهجمات السيبرانية الخفية.

ورغم إعلان وقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران، فإن ارتداداته العسكرية والسياسية لا تزال تُلقي بظلالها على كل من ميزان الردع، أسس التفاوض، وشكل النظام الإقليمي المرتقب.

تحولات في مفهوم الردع.. و”حسم ذكي”

وبحسب “سكاي نيوز عربية”، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، مهند العزاوي، أن وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للصراع بـ”حرب الـ12 يومًا” لا يعبر فقط عن قصر المدة الزمنية، بل يعكس توجهًا أمريكيًا جديدًا نحو نمط من الردع السريع، القابل للتكرار، دون التورط في حروب مفتوحة طويلة الأمد.

وأضاف العزاوي، أن هدف الحرب لم يكن إسقاط النظام الإيراني، بل “تقليم أظافره” عبر استهداف مراكز القوة الصاروخية والنووية، وهو ما يعكس رسالة أمريكية واضحة، مفادها “يمكن فرض المعادلات السياسية بالقوة خلال فترة زمنية قصيرة”.

تفوق استخباراتي لإسرائيل.. وتراجع إيراني

وأشار العزاوي إلى أن إسرائيل نجحت في تطبيق نموذج متطور من الردع من داخل العمق الإيراني، عبر استخدام طائرات مسيرة وروبوتات قتالية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكنت من تنفيذ اغتيالات واستهدافات دقيقة لقيادات الحرس الثوري ومواقع نووية حساسة.

ورأى أن إيران كانت الطرف الأكثر حاجة لوقف إطلاق النار، في ظل الخسائر الكبيرة التي لحقت بها، لا سيما في منظومات الدفاع الجوي، البنية التحتية للطاقة، والمنشآت النووية، مؤكدًا أن استمرار الحرب كان سيهدد البنية العسكرية الإيرانية بالكامل.

الحرب السيبرانية

أثبتت المواجهة بين الجانبين أن الحرب السيبرانية باتت جبهة مركزية موازية، إذ شنت مجموعات مرتبطة بإسرائيل هجمات إلكترونية واسعة استهدفت البنوك والمؤسسات المالية الإيرانية، وأسفرت عن خسائر فاقت 90 مليون دولار.

كما حاولت مجموعات موالية لطهران اختراق شبكات حيوية داخل إسرائيل، ما يكشف حجم الاشتباك التكنولوجي المتصاعد، وفقًا لـ”سكاي نيوز”.

 إسقاط النظام

وأوضح العزاوي، أن خطة إسرائيل شملت 4 مراحل: “تحييد الدفاعات الجوية، تدمير البنية النووية، تصفية القيادات، ثم التوجه نحو إسقاط النظام أو تعطيل مركز القيادة”.

وذكر أن تل أبيب أنجزت المراحل الثلاث الأولى، لكنها توقفت عند المرحلة الرابعة على الأرجح نتيجة ضغوط أمريكية مباشرة من الرئيس دونالد ترامب، الذي فضّل الحفاظ على الردع دون الانزلاق نحو إسقاط النظام.

ترامب حَكم المعركة.. وبوادر تسوية

وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي، إلى أن الضربة الأمريكية ضد منشآت إيران النووية، جاءت لإزالة السبب المباشر للتصعيد، وهو البرنامج النووي، ما أتاح لإسرائيل إنهاء التصعيد وفتح المجال أمام مسار دبلوماسي.

إلى أين تتجه المنطقة؟

رغم التهدئة، يبقى المشهد مفتوحًا على أكثر من سيناريو، فهل تتجه إيران وواشنطن نحو اتفاق جديد تفرض فيه الأخيرة شروطًا صارمة بغطاء إسرائيلي؟ أم تتكرر سيناريوهات التصعيد تحت عنوان “ردع محدث”، بلا جبهة واضحة المعالم؟ أسئلة تترقبها المنطقة بقلق، بانتظار أن تكشف المرحلة المقبلة معالم الإجابة، وفقًا لـ “سكاي نيوز”.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً