زيارة أخوية أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى قطر حملت رسائل ودلالات مهمة تبرز العلاقات التاريخية بين البلدين.
وتأتي الزيارة بعد يومين من هجوم إيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر، بادرت دولة الإمارات بإدانته بأشد العبارات، مؤكدة رفضها القاطع لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أول زعيم في العالم يزور قطر بعد الهجوم الأخير، في زيارة تحمل معاني التضامن والدعم والأخوة بين البلدين.
كما تترجم الزيارة الحكمة الشهيرة التي تقول في “المواقف تظهر معادن الرجال”، وتكشف مجددا المعدن الأصيل لدولة الإمارات وقيادتها الداعمة لعلاقات الأخوة بين البلدين وتعزيز التضامن الخليجي والعربي.
وتعد المباحثات بين الزعيمين خلال الزيارة الثالثة خلال أقل 3 أيام، بعد مباحثات هاتفية جرت بين الزعيمين مساء الثلاثاء، وأعرب خلالها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تضامن بلاده مع دولة قطر، والمباحثات التي جرت بينهما، الأحد، حول التداعيات الخطيرة على الأمن والسلم الإقليميين وذلك إثر المواجهات بين إيران وإسرائيل.
أيضا يعد اللقاء بين الزعيمين هو الحادي عشر خلال 30 شهرا.
وتأتي زيارة رئيس دولة الإمارات إلى قطر بعد أسبوعين من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر في أبوظبي، والذي أجرى زيارة للإمارات بعد نحو شهر من زيارة أجراها أمير قطر لأبوظبي، وأجرى خلالها مباحثات مع رئيس دولة الإمارات.
مباحثات مهمة
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصل اليوم الأربعاء إلى الدوحة في زيارة أخوية إلى دولة قطر الشقيقة، تعزيزاً للأواصر الراسخة التي تربط البلدين وشعبيهما الشقيقين.
وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في مقدمة مستقبليه والوفد المرافق لدى وصوله مطار حمد الدولي.
وفي لفتة تبرز العلاقات الأخوية بين الزعيمين، قام الشيخ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بقيادة السيارة التي استقلها الزعيمان بنفسه.
وعقب ذلك، بحث الزعيمان العلاقات الأخوية والعمل المشترك لتعزيزها لما فيه الخير للبلدين وشعبيهما الشقيقين، إضافة إلى مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار بما يعود بالنماء والازدهار على شعوبها كافة.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط إثر إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل.
وأشاد رئيس دولة الإمارات في هذا السياق بجهود الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تيسير التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكداً أهمية تضافر الجهود الدولية والتنسيق المشترك، لتهيئة السبل الكفيلة للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.
وجدد تضامن دولة الإمارات مع قطر ووقوفها إلى جانب الأشقاء فيها إثر الهجوم الذي استهدف أراضيها، مؤكداً دعم الدولة جميع الإجراءات التي تتخذها قطر للحفاظ على سيادتها وأمنها وسلامة شعبها.
من جانبه، أعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن شكره لرئيس دولة الإمارات لما أبداه من مشاعر صادقة تجاه الشعب القطري، مثمناً موقف دولة الإمارات وتضامنها مع دولة قطر إثرالاستهداف العسكري لأراضيها.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز مسارات الحوار والحلول الدبلوماسية كونهما السبيل الوحيد لتجاوز أزمات المنطقة والحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي.
وغادر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دولة قطر حيث كان في مقدمة مودعيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين.
وتعد هذه ثالث مباحثات بين الزعيمين خلال أقل من أسبوع، بعد المباحثات الهاتفية التي جرت بينهما مساء أمس الثلاثاء، خلال الاتصال الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أمير دولة قطر وأعرب خلاله عن تضامن دولة الإمارات مع دولة قطر ووقوفها إلى جانبها، إثر الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد.
وقبل يومين، أجرى الزعيمان مباحثات هاتفية لبحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها الخطيرة على الأمن والسلم الإقليميين وذلك إثر المواجهات بين إيران وإسرائيل.
وأكد الزعيمان على دعم بلديهما لكل ما من شأنه تحقيق التهدئة عبر الوسائل الدبلوماسية.
زيارات متبادلة
تأتي زيارة رئيس الإمارات إلى قطر، بعد أسبوعين من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر في أبوظبي.
وبحث الجانبان ــ خلال اللقاء ــ العلاقات الأخوية بين البلدين ومختلف جوانب تعاونهما والعمل المشترك والحرص المتبادل على تعزيزهما بما يعود بالخير على شعبي البلدين ويساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.
كما تناول الجانبان عدداً من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وفي 4 مايو/أيار الماضي، أجرى أمير قطر زيارة للإمارات عقد خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تناولت العلاقات الأخوية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك وتنميتهما في المجالات المختلفة، بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين ويعود بالخير والنماء على شعبيهما الشقيقين.
كما استعرض الزعيمان عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة بشأنها وتبادلا وجهات النظر حولها.
أيضا سبق أن التقى الزعيمان خلال مشاركتهما في اللقاء الأخوي التشاوري المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض في 21 فبراير/شباط الماضي، وشارك فيه قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر.
وخصص اللقاء لتبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خاصة الجهود المشتركة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
أيضا تم على مدار عامي 2023 و2024، عقد 8 لقاءات وقمم بين الزعيمين خلال 6 زيارات متبادلة، وتخلل تلك اللقاءات والقمم زيارات متبادلة لمسؤولين رفيعي المستوى من البلدين.
لفتات أخوية
وإضافة إلى الزيارة الإماراتية التضامنية اليوم، شهدت الفترة الماضية لفتات أخوية هامة تبرز قوة العلاقات بين البلدين، كان أبرزها اختيار قطر كضيف شرف القمة العالمية للحكومات التي عقدت بدبي في فبراير/ شباط 2024.
وسبقها لفتة هامة من القيادة الإماراتية بعد تأكيد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات دعم بلاده لقطر في استضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي لعام 2026، وإعلانه سحب دولة الإمارات ملفها لطلب استضافة تلك الاجتماعات .
من جانبه، أعرب أمير دولة قطر عن شكره لأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وخالص تقديره لموقف دولة الإمارات الأخوي تجاه دولة قطر، ودعم ترشحها لاستضافة اجتماعات صندوق النقد الدولي.
دلالات هامة
قمم وزيارات ومواقف ولفتات تكشف حرص البلدين على تعزيز العلاقات الأخوية إلى آفاق أرحب، ودعم الإنجازات المشتركة، ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية، استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات.
لقاءات أخوية تزداد قوة يوما بعد يوم، ومناسبة تلو مناسبة، وتكتسب أهمية كبيرة في ظل ما يتمتعان به من ثقل سياسي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسات طموحة للتطوير والتحديث والازدهار ونهضة بلديهما والعمل على مواجهة مختلف التحديات.
وتتسم العلاقات بين الإمارات وقطر بالعمق والتقارب على المستويين القيادي والشعبي على السواء، ما يترجم متانتها على كل الأصعدة، فهي متميزة منذ القدم ومتجذرة تاريخياً عبر الروابط الاجتماعية والأسرية بين شعبي البلدين.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز