رودريجو.. من طفل الريمونتادا إلى مشهد غامض في مشروع ألونسو

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


وصل رودريجو جويس إلى ريال مدريد كطفل برازيلي يحمل ابتسامة معدية، ويتمتع بجودة فنية طاغية، وقدرة على حسم المباريات، جعلته بسرعة أحد العناصر الحاسمة في ليالي دوري الأبطال تحت قيادة المخضرم كارلو أنشيلوتي.

أطلقت الصحافة الإسبانية على الموهوب البرازيلي لقب (طفل الريمونتادا)، الذي يظهر عندما يبدو كل شيء مفقودًا كلما شارك من مقاعد البدلاء من دون ضجيج.

كثيرا ما وضع أنشيلوتي رودريجو على مقاعد البدلاء، لكن البرازيلي كان يرد بالأهداف، والذكاء في التحرك، والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة، وربما كان هذا الهدوء، إلى جانب وضعه في مرتبة إعلامية أقل من غيره، سببًا في أن يصبح موقعه الأضعف بين رباعي الهجوم في الفريق (فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي وجود بيلينجهام ورودريجو جويس).

تدهور أرقام رودريجو

كرة القدم، التي قد تكون قاسية وذات ذاكرة قصيرة، لم تتأخر كثيرًا في توجيه الانتقادات إلى رودريجو، بسبب توقفه عن تحقيق أرقام مميزة، مع تذبذب مستواه، واستمرار شخصيته الهادئة… رغم أن زملاءه يرونه صاحب أعلى جودة فنية في الفريق.

إن النسخة الأفضل من رودريجو قد لا تبدو لافتة دائمًا، لكنها مفيدة جدًا للفريق وللمدرب، حيث إنه دائما ما يكون أكثر لاعب هجومي في الفريق يقدم مساعدات دفاعية.

إلا أن الموسم الماضي شهد تراجعًا كبيرًا في مستوى رودريجو، حيث أنهى موسمه الأصعب مع الفريق الملكي بهدف وحيد و4 تمريرات حاسمة في آخر 25 مباراة.

وبعد أن فقد رودريجو الثقة بنفسه، بدأ يتجول في الملعب وكأنه يبحث عن شيء لم يعد متأكدا من وجوده، حيث لم تكن المشكلة في ساقيه، ولا في موهبته التي لم تختفِ، بل فقط توقف عن الإيمان بنفسه وقدراته التي وضعته بين الأفضل في العالم.

حقبة ألونسو

صرح المدرب تشابي ألونسو عن رودريجو “أعرف أن نهاية الموسم لم تكن سهلة بالنسبة له، لكنه أخذ وقتًا مهمًا لإعادة ضبط الأمور. لم يذهب أيضًا مع المنتخب. تحدثنا منذ اللحظة الأولى.. وأراه متحمسًا. إنه لاعب يملك موهبة هائلة، وقد تقاسمنا بعض الأمور التي حان وقت تطبيقها”.

وجاء هذا التصريح المهم من ألونسو خلال وقت كان اللاعب مرشحًا فيه للرحيل مع اهتمام كبير من الدوري الإنجليزي وتحديدًا آرسنال، لكنه اختار البقاء ثم جاء وقت الرد في الملعب مع انطلاق بطولة كأس العالم للأندية.

وفي أول مباراة في مشروع تشابي ألونسو الجديد، شارك رودريجو أساسيا، ورأيناه ابتسم، تحرك، طلب الكرة… وكأن كل شيء يبدأ من جديد، ومن قدمه جاءت تمريرة حاسمة سجل منها جونزالو هدفًا، ورغم أنه لم يكن أفضل لقاء له، لكنه شكل بداية جيدة لاستعادة سعادته، بعد غياب دام منذ 26 أبريل/نيسان يوم نهائي كأس الملك أمام برشلونة، بعدما استُبدل بين الشوطين وتلقى صدمة كبيرة.

صدمة جديدة

كان ينتظر رودريجو أن يستمر في التحسن مع انطلاقة مشروع ألونسو في الجولة الثانية بالمونديال أمام باتشوكا، لكن الصدمة أنه استبعد تماما دون أن يكون ارتكب خطأً، لكن مع شعور واضح بأن قد لا يجد مكانا في نظام لعب المدرب الباسكي.

لقد رأينا أمام باتشوكا مشهدا يلخص الموقف بأن رودريجو دون أي دقائق، والأسوأ أنه لم يخرج حتى للإحماء في الشوط الثاني.

أجرى ألونسو 5 تبديلات في هذه المباراة، وغيّر كل عناصر الهجوم.. ومع ذلك لم يكن رودريجو ضمن حساباته.

في المقابل، شارك الشاب فيكتور مونيوز للمباراة الثانية على التوالي في مشهد يعيد فتح ملف اللاعب البرازيلي الذي أصبح يواجه تحديات أكبر مثل انفجار أردا جولر وإبراهيم دياز، مع الوصول المنتظر للموهوب الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو.

وتشير العديد من التقارير الصحفية إلى أن آرسنال يسعى بقوة لضم رودريجو هذا الصيف، فيما حدد ريال مدريد 90 مليون يورو مقابل الاستغناء عن خدمات النجم البرازيلي.

rodrygo-1200Getty Images



‫0 تعليق

اترك تعليقاً