على رصيف بأحد شوارع المطرية، تجلس مسنة في السبعين من عمرها، تُدعى كريمة سعد، وتحتضن ابنتها المريضة التي تُجري جلسات غسيل كلى، بينما تمر السيارات والمارة كأن لا أحد يرى وجعها.
مسنة تستغيث من نجلها
ما تراه عيناك ليس مشهدًا من فيلم تراجيدي، بل واقع مرير تعيشه مسنة طردها ابنها “خالد” من منزلها وجعلها تنام على رصيف أحد المقاهي مع طبق “فتة” هو كل ما تملكه.

ابني طردني
بنبرة حزن شديد روت كريمة قصتها لـ”تليجراف مصر”: “أنا عملت محضرين في قسم المرج ضد ابني خالد، أخد مني العمارة كلها، سبع أدوار، وطردني من بيتي اللي قعدت فيه سنين، قال لي اطلعي بره ورماني في الشارع”.
كريمة لم تجد مكانًا تلجأ إليه سوى الشارع، بصحبة ابنتها المريضة التي كانت عائدة معها من المستشفى بعد جلسة علاج.
طردني وأنا عريانة
تحكي كريمة تفاصيل اللحظة القاسية التي تغير فيها مصيرها: “كنا راجعين من المستشفى، دخلت أستحمى، لقيته جايب رجالة وطردوني من البيت، وأنا مش لابسة وملحقتش أستر نفسي، اتكشفت على الغريب، طردني بهدومي وبهدوم بنتي رمانا في الشارع، لا شفقة ولا رحمة في قلبه”.

كريمة تقول إنها لجأت إلى المقاهي لتنام فيها هي وابنتها المريضة، دون أن يعرف أحد أن هذه السيدة كانت صاحبة عمارة كاملة، أصبحت لا تملك حتى وسادة.
كله من المخدرات
وأضافت “الحاجة كريمة” في تصريحاتها أن السبب وراء كل ذلك: “كله من المخدرات، هو مدمن، ومعادش بيشوف بعينه ولا بقلبه ضربني قبل كده كتير، كان بيطمع في الشقة وبيقول لي مش عايز أشوفك هنا”.
وأكدت في تصريحاتها: “أنا مش طالبة منه حاجة، أنا عاوزة أرجع شقتي اللي اتبهدلت فيها، وأموت فيها بس، حرام اللي بيحصلي دا، دا أنا اللي ربيت وكافحت، وآخرتها أرقد في الشارع”.
وناشدت السيدة الجهات المختصة، وزارة التضامن، والنيابة العامة، التدخل العاجل لحمايتها وإعادتها لمنزلها، ومحاسبة نجلها الذي اعتدى عليها وطردها.