رغم التعب المتراكم والظروف المناخية القاسية والتنقّلات المتواصلة، لا ينوي باريس سان جيرمان رفع الراية البيضاء في كأس العالم للأندية.
الفريق الفرنسي، الذي يطارد المجد القاري، يستعد بحذر وصرامة لمواجهة إنتر ميامي في دور الـ16، وسط ضغط المباريات والإرهاق البدني.
لكن الروح القتالية ما تزال مشتعلة بين لاعبيه، والأمل معقود على عبور هذا التحدي الصعب لمواصلة الطريق نحو اللقب.
وقالت صحيفة “ليكيب” الفرنسية إنه رغم الجهد الكبير المبذول في التحضير، بدأت علامات التعب تظهر على لاعبي باريس سان جيرمان، الذين يواجهون حرارة شديدة، تنقّلات مرهقة، وتناوب محدود بين اللاعبين”.
وأضافت أن الفريق لم يمكث طويلًا في سياتل؛ فبعد أقل من 24 ساعة من وصوله إلى المدينة الواقعة شمال غرب الولايات المتحدة، غادرها مباشرة بعد ضمان التأهل إلى دور الـ16 بفوزه على الفريق المحلي بنتيجة 2-0 يوم الإثنين”.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلي أن الوجهة التالية، أتلانتا (ولاية جورجيا)، حيث يطمح الفريق للبقاء حوالي عشرة أيام في حال نجح في تجاوز عقبة إنتر ميامي يوم الأحد، قبل خوض ربع النهائي المرتقب في نفس المدينة.
وللمرة الأولى منذ بداية مونديال الأندية، اعترف لاعبو بطل أوروبا بالإرهاق الجسدي. فبعضهم خاض أكثر من 60 مباراة بين النادي والمنتخب. الحارس جيانلويجي دوناروما لم يُخفِ الحقيقة: “نحن مرهقون جدًا، هذه هي الحقيقة، لقد خضنا العديد من المباريات”.
وفي السياق ذاته، أقرّ فيتينيا، الذي بدأ المباريات الثلاث في الولايات المتحدة، بذلك أيضًا: «أعتقد أن الأمر واضح للجميع. التعب موجود، لكن لا يمكننا أن نختبئ وراءه إذا لم نكن جيدين. علينا أن نستعيد طاقتنا لنكون جاهزين للمباراة المقبلة لأننا نريد الوصول إلى النهائي.
أما زميله البرتغالي جواو نيفيس، فأشاد بدور الطاقم الفني والطبي في دعم اللاعبين قائلاً: “نشعر بالإرهاق بالفعل، لكن لدينا طاقم مميز يمنحنا كل الوسائل اللازمة للتعافي.
في أول ظهور له في البطولة أمام أتلتيكو مدريد، أثار باريس سان جيرمان إعجاب الجميع بفوزه الكبير 4-0 في 15 يونيو، مستفيدًا من ديناميكية إيجابية وحالة بدنية مميزة بفضل سياسة التناوب المدروسة خلال الموسم. إلا أن عوامل الإرهاق تراكمت، بداية من اللعب تحت حرارة خانقة في باسادينا عند الظهر، إلى الرحلات الجوية الطويلة (11 ساعة ونصف من باريس إلى لوس أنجلوس، ثم 3 ساعات إلى سياتل، ثم 5 ساعات إلى أتلانتا)، وأخيرًا الحاجة للدفع بالأسماء الأساسية في المباراة الثالثة لتأكيد التأهل.
الخبير البدني ألكسندر مارل، الذي سبق له العمل مع منتخب فرنسا وباريس وليون، أوضح: “تم تدبير الأمور بشكل ممتاز خلال الموسم، لكن التراكم في نهايته لا يخلو من تأثير. ومع ارتفاع درجات الحرارة في مختلف مناطق الولايات المتحدة – وصلت إلى 40 درجة مئوية في نيويورك – تزداد صعوبة التعافي “.
وأضاف مارل: المباراة في أتلانتا ستقام ظهرًا في طقس رطب مشابه لميامي، ما يمنح إنتر ميامي أفضلية طفيفة. باريس سيحتاج إلى إدارة مثالية للتعافي: تقليل مدة الحصص التدريبية، اختيار أوقات أكثر لطفًا، وتجنب التدريبات تحت الشمس المباشرة. لا جدوى من محاولة التأقلم في وقت قصير.
وبدأ الفريق الباريسي أولى تدريباته في أتلانتا مساء الثلاثاء، مع تركيز تام على استعادة الطاقة. يوم الأربعاء مُنح اللاعبون راحة كاملة، ومن المقرر أن تُقام الحصص التدريبية في الصباح اعتبارًا من الخميس. ووفقًا لنهج لويس إنريكي، لن يتم تغيير الخطة: تدريب صباحي، ثم فترات راحة وترفيه بعد الظهر للحفاظ على التوازن الذهني.
هذا التوازن ساعد الفريق حتى الآن، دون أن يخفف من طموحاته. «نحاول ألا نفكر بعدد المباريات التي لعبناها، ونركّز على فرحة التواجد في هذه البطولة»، قال فيتينيا. أما دوناروما، فاختتم بقوله: ليس من السهل اللعب بعد موسم طويل، لكن هدفنا هو الوصول إلى النهاية”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز