“الرجل بلا ساعة، ليس رجلاً”، عبارة قد تبدو مبالغة للبعض، لكنها تعبّر بصدق عن ارتباط عميق بين الأناقة والرجولة في أعين الكثير من الشباب السويسري، خاصة من «الجيل Z» الذي تجاهل عدة موروثات قديمة لكنه انبهر بالساعة الفاخرة!
فالساعة الفاخرة لم تعد مجرد أداة لمعرفة الوقت، بل تحوّلت إلى رمز شخصي، واستثمار طويل الأمد، وقطعة تحمل قصصًا وتاريخًا.
وفي عالم تسكنه التكنولوجيا، ما زالت هذه القطعة الصغيرة تفرض سحرها، وتلهم أجيالًا جديدة تجمع بين الذوق والوعي المالي.
وقد أظهرت دراسة أجرتها منصة كرونو٢٤ في ألمانيا نمط تفضيلات الأجيال المختلفة فيما يخص الساعات الفاخرة، بحسب إذاعة “20 مينيت” الفرنسية.
غرام نادر من جيل z
وبحسب تحليل المنصة لبياناتها واستطلاعات رأي زبائنها، لم يعد اقتناء ساعة راقية حكرًا على كبار السن، إذ تُظهر الأرقام أن أكثر من ثلث أفراد الجيل Z (مواليد أواخر التسعينات حتى أوائل 2010) يمتلكون ساعة فاخرة أو يخططون لشرائها قريبًا.
وأكثر الموديلات شعبية لدى من هم دون الثلاثين عامًا طراز Datejust من شركة Rolex.
هذا الطراز بالتحديد اختاره إيليا، الشاب البالغ من العمر 22 عامًا ويعمل في أحد البنوك، الذي التقته الإذاعة الفرنسية قرب ساحة Paradeplatz في زيورخ، حيث قال إنه أجرى أبحاثًا معمقة قبل شرائه الساعة قبل ست سنوات.
ويقول: “الساعة ليست شيئًا سطحيًا بالنسبة لي، بل تحمل معنى أعمق”. ويضيف أنه يخطط للاحتفاظ بساعته طيلة حياته وربما يورثها يومًا ما لابنه.
وأضاف: “دفعت 9000 فرنك لشرائها، واليوم تُقدّر قيمتها بنحو 10500 فرنك عند رولكس”.
هدية متوارثة
أما غيل، البالغ من العمر 24 عامًا والمقيم في ديلمنت، فيحلم باقتناء ساعة Yacht‑Master من رولكس، والتي تأتي في المرتبة الخامسة ضمن التصنيف، ويبدأ سعرها من نحو 4500 يورو على المنصة. يقول بثقة: “لن أخشى ارتداءها يوميًا، لا سيما في سويسرا.”
غيل يعمل في المجال الطبي الحيوي ويعشق الساعات. “أرتدي ساعة كل يوم، ليست مجرد إكسسوار، بل تضيف لمسة من الأناقة والشخصية”، على حد قوله. الساعة التي كان يرتديها كانت من طراز Raymond Weil، هدية من والده.
وبالنسبة للبعض، الساعة تمثّل استثمارًا ماليًا بقدر ما هي عنصر جمالي. كل من سيرجيو (42 عامًا) وجواو (40 عامًا)، وهما مغتربان يعيشان ويعملان في غريندلوالد، يرتديان ساعات Tissot قاموا بشرائها بأنفسهم. يرى جواو أن الساعة ليست فقط شيئًا جميلاً، بل رمزًا للرجولة، قائلًا: “الرجل بلا ساعة، ليس رجلاً.”
يمتلك سيرجيو حاليًا أربع أو خمس ساعات من نفس الماركة، ويقول ضاحكًا: “نطمح لامتلاك رولكس يومًا ما، لكن علينا الانتظار قليلًا.” وبالنسبة له، الساعة الجيدة ليست فقط لمعرفة الوقت، بل تُعد أيضًا نوعًا من الادخار الذكي: “خصوصًا إذا كنت تمتلك ساعة من رولكس أو كارتييه.”
أما بوزينا، البالغة من العمر 30 عامًا ومن أصل بولندي، فقد قدّمت بفخر ساعة Daniel Wellington التي أهداه إياها زوجها في ذكرى زواجهما الأولى. تعمل كأستاذة بيانو وتعيش في زيورخ. وبالرغم من امتلاكها ساعة Apple Watch، إلا أنها لا تشعر بالارتباط بها: “أجدها كبيرة جدًا ومجردة من المشاعر. أما هذه، فمليئة بالعاطفة والذكريات.”
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز